:استكشاف الفضاء
في 12 أبريل عام 1961 شهد العالم لحظة مفصلية في تاريخ البشرية، حين انطلق رائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين في أول رحلة بشرية إلى الفضاء على متن المركبة “فوستوك 1”. لم تدم الرحلة سوى 108 دقائق لكنها كانت كافية لتغيير نظرة الإنسان إلى موقعه في هذا الكون، إذ أصبح غاغارين أول من يغادر الأرض ويعانق الفضاء فاتحا بذلك بابًا جديدًا في تاريخ الاستكشاف العلمي.
يوري غاغارين الشاب الذي لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره أصبح رمزاً عالمياً للشجاعة والتقدم العلمي، وأيقونة للمرحلة التي بدأت فيها البشرية تتجاوز حدود الغلاف الجوي نحو المجهول. لحظة انطلاقه، التي قال فيها ببساطة “فلننطلق”، أصبحت تعبيراً خالداًً عن الأمل والطموح، في زمن كانت فيه الرحلات الفضائية محفوفة بالمخاطر والمجهول
تكريما لهذا الإنجاز، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2011، يوم 12 أبريل كيوم دولي للرحلة البشرية إلى الفضاء وقد جاء هذا القرار اعترافاًً بأهمية هذه المحطة التاريخية، وتقديراً لما تمثله من انطلاقة في مجال الفضاء ليس فقط من حيث استكشاف الكواكب والمدارات بل في تعزيز التعاون الدولي والابتكار التكنولوجي
الاحتفاء بهذا اليوم لا يُعنى بالماضي فحسب بل هو تذكير دائم بما يمكن للبشرية أن تحققه حين تجتمع حول هدف علمي نبيل. فمنذ رحلة غاغارين الأولى شهدنا تطورات هائلة: هبوط الإنسان على سطح القمر، بناء المحطات الفضائية، إطلاق الأقمار الصناعية التي غيرت نمط حياتنا وإرسال المسابير إلى أعماق النظام الشمسي
هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا تلك الخطوة الأولى الجريئة التي قام بها إنسان واحد نيابة عن البشرية كلها
اليوم، لم يعد الفضاء حكراً على الدول الكبرى أو على الحكومات فقط، بل بات مجالًا مفتوحا أمام التعاون العلمي العالمي وتشارك فيه وكالات الفضاء والشركات الخاصة والمبادرات التعليمية. إنه مجال يجسد الطموح البشري في أن يعرف، ويبتكر، ويتجاوز، ويستكشف
في كل عام، حين يأتي الثاني عشر من أبريل نتوقف لحظة لنتذكر تلك الرحلة الأولى ولنتأمل في ما وصلنا إليه والأهم من ذلك، لنتطلع إلى ما هو قادم. إنها مناسبة للاحتفاء بالعلم، والتقدم، وروح الإنسان الذي لا يرضى أن تظل قدماه على الأرض فقط، بل يرفع بصره إلى النجوم… ويسير نحوها
منقول